الجمعة، 28 أكتوبر 2011

د‏.‏مبروك عطية‏:‏ فقه الأوطان‏..‏ يحل مشكلة الأديان

(نقلا عن جريدة الاهرام )
من منطلق أن الدين لله والوطن للجميع‏,‏ يأتي كتاب فقه الأوطان في الإسلام الذي ما زال مخطوطا بخط اليد ولم يطبع بعد‏,‏ لينير الطريق أمام الكثيرين حول مفهوم الأوطان الصحيح الذي ذكر في القرآن الكريم‏.
 والذي يسمح بالعيش المشترك لكل من يقيم فيه, مشددا علي حرمة إخراج أي إنسان من وطنه, لأن قتل النفس أهون من مغادرة شخص لبلده الذي ولد وتربي فيه, موضحا أن تطبيق فقه الأوطان من الممكن أن يحمي مصر من كوارث محققة خلال الفترة المقبلة, وأن لا أمان لمصر إلا بتحسن أوضاعها, وتوفير الغذاء لساكنيها ومن يفد عليها من البلاد الأخري, فلا يظن ظان أن مصر آمنة بنص قرآني دون عمل, لذلك ذهبت صفحة الفكر الديني إلي الدكتور مبروك عطية مؤلف الكتاب ـ أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بسوهاج لمعرفة المزيد عن فقه الأوطان, فكان هذا الحوار.
> ما هو دافعك لتأليف هذا الكتاب؟

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

مفتي الجمهورية‏:‏ وصيتي للحجيج تخصيص ثلـثي الدعاء لمصر

من جريدة الاهرام :-
في الوقت الذي بدأ فيه ضيوف الرحمن قلبا وقالبا الذهاب إلي الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج‏,‏ وإعمالا لقوله تعالي فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون توجهنا إلي المسئول الأول عن الفتوي في مصر‏.

توجهنا إلي فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة وأجرينا معه حوارا خاصا جامعا شاملا حول مناسك رحلة الحج بدءا من الاستعداد لهذه الشعيرة مرورا بالسفر برا وجوا وبحرا وأثناء أداء المناسك حتي الانتهاء منها والعودة إلي الأهل بسلام. طرحنا علي فضيلة المفتي كل ما يدور في ذهن الحاج من أسئلة, لم نترك شاردة ولا واردة إلا سألنا عنها وأجاب فضيلته بكلمات واضحة مبسطة كما عهدناه في رحابة صدر العالم الواثق المتواضع قائلا: في البداية الحج الأكبر نشيده التلبية وهو إكمال الدين وإتمام النعمة.
سألناه: ما الحكمة من مشروعية الحج والعمرة ؟

السبت، 15 أكتوبر 2011

مصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله بقلم: د.احمد عمر هاشم

اصطفي الله سبحانه الرسل‏,‏ وفضل بعضهم علي بعض قال الله تعالي‏:(‏ تلك الرسل فضلنا بعضهم علي بعض‏)‏ واصطفي الله سبحانه بعض الأزمنة وفضلها مثل شهر رمضان وليلة القدر ويوم عرفة ويوم عاشوراء ويوم الجمعة‏.‏

د.احمد عمر هاشم

واصطفي بعض الأمكنة والبلاد التي خصها رب العباد ببعض الخصوصيات مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة, والقدس الشريف.
ومن الأمكنة والبلاد التي لها بعض الخصوصيات: ارض الكنانة, مصر المحروسة, وقد قضت الارادة الإلهية أن تكون لمصر هذه الخصوصية في الدفاع عن الأمن القومي لأمتها, ولتصون حدودها وتكافح عن عقيدتها وهويتها.
ومن أجل ذلك كان جند مصر خير أجناد أهل الأرض, وكان لقواتها المسلحة مكانتها فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا فذلك الجند خير أجناد أهل الأرض) قيل: ولم كانوا كذلك يارسول الله؟ قال:( لأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة).

الخميس، 13 أكتوبر 2011

من أدوات بناء الحضارة: الأمة الواحدة بقلم د علي جمعه

من مقتضيات بناء الحضارة تأصيل مفهوم الأمة الواحدة فى العقول، فبناء هذا المفهوم يشمل القواعد الفكرية اللازمة لبناء الحضارة، مثل القدرة على ترتيب الأولويات، وفهم منهج التعامل مع الحياة الدنيا، وتحديد العلاقة مع الآخرين، ووضع برنامج عملى لعمارة الأرض، وعلى ذلك فإن إدراك مفهوم الأمة أمر أساسى إذا كان يمثل المنطلق لهذه القضايا وغيرها، وتفعيل ذلك الإدراك أمر أكثر أهمية من الإدراك المشار إليه.

فلابد علينا أن نتكلم بتوسع - وتحديد أيضا - عن مفهوم الأمة، ففى نظر المسلمين الأمة ممتدة عبر الزمان فيما يمكن أن نسميه «الدين الإلهى»، فالأمة تبدأ من آدم، وتشمل كل الرسل والأنبياء فى موكبهم المقدس عبر التاريخ، والأمة بعد النبى - صلى الله عليه وسلم - ممتدة عبر الزمان والمكان، وفى جميع الأحوال ولدى جميع الأشخاص، وهذا أمر غاية فى الأهمية إذا اعتبرناه تأسيساً لما ندعو إليه من معاصرة وإصلاح وتجديد، قال الله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون:٥٢]، وقال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:٩٢].

ويمكن أن نقرر أهم صفات تلك الأمة الواحدة، وهى أن هناك مساواة بين البشر، فأصلهم واحد، ومصيرهم واحد، وهو الموت، والخطاب الإلهى إليهم واحد، قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـى وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِىِّ الأُمِّىِّ الَّذِى يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:١٥٨].

فإذا تحدد مفهوم الأمة بهذا المعنى فإن لدينا أمة الدعوة وهى الإنسانية كلها، وأمة الإجابة وهم من صدَّقوا بالنبى - صلى الله عليه وسلم - ودينه ومنهجه فى الحياة، وهم المسلمون الذين اختصوا بخطاب (يا أيها الذين آمنوا). وإذا رجعنا للمعنى الواسع الفسيح نجد مفهوم الأمة يشمل البشرية كلها، ويرى المسلمين مع غير المسلمين أمة دعوة يتوجه لهم جميعا الخطاب بـ(يا أيها الناس) وما أكثره فى القرآن حين يخاطب النفس الإنسانية السوية التى تدرك أن لهذا الكون خالقا يدبر الأمر بحكمة بالغة فى إطار من رحمته السابغة، حتى إنه فى العقائد الإسلامية نرى شفاعة النبى - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة لجميع الخلائق، حتى يصدق عليه قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] أى السابقين واللاحقين.

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

تحت القسم وثيقة الأزهر في برامج الأحزاب قلم: عبدالعظيم حماد

الباقي من الزمن خمسة أيام‏,‏ ويفتح باب الترشيح لانتخابات أول برلمان بعد ثورة‏25‏ يناير‏,‏ ومازلنا نأمل أن يكون برلمانا توافقيا‏,‏ وقدمنا كثيرا من المقترحات التي تؤدي إلي هذه النتيجة‏,‏ دون أن يتنافي أحدها مع المبادئ الديمقراطية‏.‏

ومع أن استراتيجية القوائم الموحدة من عدة أحزاب متحالفه كانت واحدا من تلك المقترحات, والاتجاه الغالب الآن هو الأخذ بها, فإنها لاتكفي وحدها لتحقيق هدف البرلمان التوافقي, الذي ستلقي علي عاتقه مهام جسام, أبرزها دوره الحاسم في اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الجديد.
وكانت الصدفة وحدها قد شاءت أن أكون شاهدا ومعلقا علي مناظرة بين طرفي نقيض في الجدل الدائر حول الاختيار ما بين الدولة العلمانية المدنية, والدولة الدينية أو المدنية ذات المرجعية الدينية, وكلاهما ناشط سياسي بارز في التيار الذي ينتمي إليه, أما الأول فكان الدكتور, عصام العريان نائب رئيس حزب زالحرية والعدالةس الذراع السياسية لجماعة االإخوان المسلميب, والثاني فهو الدكتور عماد جاد عضو الهيئة العليا للحزب زالمصري الديمقراطي الاجتماعيس, وبالطبع كانت هناك نقاط اتفاق بينهما, لكن نقاط الاختلاف كانت أكثر وأخطر, ومن ثم جاءت أول ملاحظة في تعقيبي في شكل سؤال إلي كل منهما: هل تقبل زوثيقة الأزهرس المطالبة بإقامة دولة مواطنة دستورية ديمقراطية حديثة في مصر؟
وجاءت الإجابة من كليهما بنعم عريضة دون أدني تردد؟ وهنا اتفق الحاضرون جميعا علي أن الخلاف قد ضاق نطاقه إلي حد أكبر مما كانوا يتوقعون قبل المناظرة, بل ذهب البعض ذ وكاتب هذه السطور منهم ذ إلي أنه لم يعد هناك خلاف يذكر حول المبادئ الرئيسية للنظام السياسي الذي يجب أن يقيمه دستور ثورة25 يناير عندما يوضع, لأن زوثيقة الازهرس المقبولة ولو بدرجات متفاوتة من جميع القوي والتيارات والأحزاب السياسية تصلح بذاتها لأن تكون ميثاق الشرف الذي يحكم عملية وضع الدستور الجديد, ذلك الميثاق الذي اقترحته تلك القوي والتيارات والأحزاب في لقاء السبت الماضي مع الفريق سامي عنان رئيس الأركان ونائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة.

الأحد، 2 أكتوبر 2011

التصالح مع الذات د علي جمعه

جبلت النفس البشرية علي التطلع للمستقبل‏,‏ والطموح إلي المراتب الأعلي دائما‏,‏ وهو ما حدا بالبعض إلي الجموح لتحقيق أهدافه وأحلامه‏,‏ مستندا إلي مبدأ‏:‏ الغاية تبرر الوسيلة دون نظر إلي ما تمثله تلك الوسيلة من خير أو شر‏,‏ وهو أمر شديد الخطورة‏,‏ يؤثر بالسلب علي الفرد والمجتمع‏.‏
والطموح هو السعي باتجاه الوصول إلي أعلي الأهداف, وحتي يصل الإنسان إلي ما تطمح إليه نفسه في ظل الالتزام بالمبادئ التي قررها الإسلام يجب أن يكون لديه الدافع المحاط بالأخلاق التي حددها القرآن الكريم والسنة النبوية, وإلا أصبح الطموح جموحا يوشك أن يودي بصاحبه ويدمره.
ولقد أوضح لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الطموح الصحيح في أسمي صوره, وزرع فينا حب التميز والتفوق والحصول علي أسمي المراتب في كل مكان نعمل فيه, فالتواضع والزهد في الدنيا ـ اللذان دعا إليهما الاسلام ـ لا يعنيان أبدا أن يقبل المسلم الحد الأدني أو ينزوي وراء الآخرين ويكون في ذيلهم, ولذلك حثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم علي العمل لبلوغ الغاية والهدف الأسمي لكل مسلم فقال: إذا سألتم الله فسلوه الفردوس الأعلي, فإنه سر الجنة( المعجم الكبير للطبراني31/4), كذلك علمنا أن نعظم من رغباتنا عند الدعاء, فقال صلي الله عليه وسلم: إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت, ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة, فإن الله لا يتعاظمه شئ أعطاه( مسلم46/8).