الجمعة، 12 أكتوبر 2012

لماذا الطواف حول الكعبة سبعة أشواط؟ بقلم محمد عبدالقدوس


آلاف من الحجاج يتوافدون حالياً على بيت الله الحرام لتأدية مناسك الحج.. ترى ما الذى دفعهم للذهاب إلى هناك؟ إنه الحب فى أروع صوره.. وهذا تأكيد لما قلته لحضرتك من قبل بأن الارتباط بالله وحبه يمثل أساس الحب فى هذه الدنيا الفانية.. فأنت إذا كانت صلتك بالله ضعيفة، فهل يمكنك أن تحب واحد زيك إنسان، وخزانة الحب عندك فارغة، و«مفيش بطارية» تقوم بتجديد تلك العاطفة فى نفسك على الدوام.
وهناك من يحاول «التفلسف» والدخول فى جدل عقيم، وهؤلاء ما أكثرهم فى أيامنا هذه! وقد يسأل الواحد منهم سؤال «بايخ»: لماذا الطواف حول الكعبة سبعة أشواط؟! وافترض واحد طاف ستة فقط.. فهل ما قام به يعتبر باطلاً؟ وغير ذلك من الأسئلة السخيفة التى تتعلق بمناسك الحج!
وأقول لكل سائل من هؤلاء «البهوات» يا حضرة.. جدد إيمانك أولاً.. واضح من سؤالك إن فيه حاجة غلط عند حضرتك! وقد يظن البعض أن تلك الإجابة هروب من السؤال و«زوغان» منه!
لكننى أنفى ذلك بقوة، فالطناش غير وارد! وكلامى الذى يشكك فى إيمان السائل مجرد مقدمة، فلا يمكن لواحد متدين أن يقول «اشمعنى» ربنا طلب هذا بدلاً من ذاك! واشترط عدداً معيناً لصحة الحج والصلاة! فلا يعقل أن يصلى الإنسان الظهر ثلاث ركعات ثم يقول: كفاية كده! وأنت عندما تقف بين يدى الله فلابد من تنفيذ تعليماته بكل دقة! وممنوع المخالفة، وهذا أيضاً موجود فى الدنيا مع الفارق الشاسع طبعاً، فحضرتك إذا كنت مدعواً إلى حفل فخم عند كبار القوم فيشترط فى هذه الحالة لباس معين، كأن ترتدى بدلة كاملة وتلبس «كرافتة»! وإذا كنت مثلى لا تحب رابطة العنق التى أشعر بأنها تخنقنى، إلا أننى مجبر عليها فى هذا اللقاء!

 ولا أستطيع الذهاب مثلاً وأنا أرتدى «ملابس سبور»! أو قميص وبنطلون فقط! ففى هذه الحالة سيكون منظر من يفعل ذلك غريباً وعجيباً، ومنعه من الدخول أمراً طبيعياً! فما بالك برب العالمين! إنه لا يمنع أحداً! لكن لن تأخذ ثواباً إذا لم تتبع أوامره عند لقائه، والمفترض أنك تفعل ذلك من منطلق الحب له.. أليس كذلك؟

النبى المصطفى شمس حضارة الإسلام: نسبه الشريف ونشأته بقلم د. على جمعة


من عناصر معرفة النبى صلى الله عليه وسلم معرفة نسبه الشريف ونشأته الكريمة، ولطهارة الأصل وعراقة النسب مكانة كبيرة فى حياة الإنسان وقدره، إلا أن ذلك النسب لا يمنح الرجل الخامل ذكراً أو شرفاً، لكن اجتماعه لمن اتصف بحميد الخلق، واكتسى بالهيبة، وتزين بالعقل والحلم، يزيده قدراً وشرفاً، وفى الحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى زاد النسب شرفاً، فهو:
محمد بن عبدالله، بن عبدالمطلب، بن هاشم بن عبد مناف، بن قصى، بن كلاب، بن مرة، بن كعب، بن لؤى، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نذار، بن معد، بن عدنان. إلى هنا معلوم الصحة. وما فوق عدنان مختلف فيه. ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو الذبيح على الصحيح، فإبراهيم عليه السلام هو الجد الثامن والعشرون تقريباً له صلى الله عليه وسلم.

أما عن مولده الشريف فولد صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل الموافق ٢٠ إبريل سنة ٥٧١ ميلادية، يعنى فى أواخر القرن السادس الميلادى.
واختلف المؤرخون فى وفاة أبيه عبدالله هل توفى ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل أو توفى بعد ولادته؟ على قولين أصحهما: أنه توفى ورسول الله صلى الله عليه وسلم حمل. والثانى: أنه توفى بعد ولادته بسبعة أشهر.
وبعد مولده صلى الله عليه وسلم أرضعته أمه عقب الولادة، ثم أرضعته ثويبة جارية عمه أبى لهب أياماً «والتى كانت أمة عنده