(1)
حوى القرآن 114سورة، وجعل لكل
سورة اسما خاصا بها هو عنوانها المميز لها، وقد تعود الناس أن يقولوا
«الخطاب يظهر من عنوانه» وعلى هذه العادة جاءت «أسماء السور عناوينها» تبين
موضوع الخطاب وأطرافه ووسطه، كما تشير إلى العناصر المهمة للموضوع، حتى
إذا سمع الإنسان مجرد أسماء السور فسوف يحيط علما بموضوعات الرسالة ويشتاق
للتعرف عليها.واليوم نحاول التعرف على (الخطاب من عنوانه) فهذه الرسالة الإلهية لابد وأن تعرف الناس بمصدر الرسالة ومنزلها وكثيرا ما تتحدث الرسالة عن الله وعن أسمائه الحسنى وعن إطلاقات قدرته سبحانه وتعالى، ولكن ما رأيك إذا جاءت «عناوين بعض السور أسماؤها» إعلانا مباشرا عن الله وعن أسمائه وصفاته وتذكر كل من يسمع «اسم السورة» برب القرآن ومنزل الرسالة.
(2)
ومركز الرسالة
ومصدرها ومنزلها هو الله، لذلك جاءت أسماء بعض السور تحمل «بعض أسماء الله
الحسنى وصفاته» الواردة فى القرآن، فها هى أسماء ست سور كل اسم منها هو اسم
من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته (الرحمن، غافر، فاطر، النور،
المعارج «من الله ذى المعارج»، الأعلى)،ألست ترى معى أن اسم كل سورة من تلك السور تذكرك برب الرسالة ومصدرها فالرحمن هو الله ((الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ))، والغافر هو الله ((غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ))، والنور هو الله ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))، والفاطر هو الله ((فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ))،، وذو المعارج هو الله ((مِنَ اللَّهِ ذِى الْمَعَارِجِ)) كذلك فإن العلاقة الصحيحة بين العبد وربه هى إخلاص النية والأعمال للواحد الأحد فجاء اسم السورة المعبرة عن التوحيد باسم (سورة الإخلاص).