الجمعة، 26 يوليو 2013

أسماء السور أ ـ الله والرسالات جمال قطب

(1)
حوى القرآن 114سورة، وجعل لكل سورة اسما خاصا بها هو عنوانها المميز لها، وقد تعود الناس أن يقولوا «الخطاب يظهر من عنوانه» وعلى هذه العادة جاءت «أسماء السور عناوينها» تبين موضوع الخطاب وأطرافه ووسطه، كما تشير إلى العناصر المهمة للموضوع، حتى إذا سمع الإنسان مجرد أسماء السور فسوف يحيط علما بموضوعات الرسالة ويشتاق للتعرف عليها.
واليوم نحاول التعرف على (الخطاب من عنوانه) فهذه الرسالة الإلهية لابد وأن تعرف الناس بمصدر الرسالة ومنزلها وكثيرا ما تتحدث الرسالة عن الله وعن أسمائه الحسنى وعن إطلاقات قدرته سبحانه وتعالى، ولكن ما رأيك إذا جاءت «عناوين بعض السور أسماؤها» إعلانا مباشرا عن الله وعن أسمائه وصفاته وتذكر كل من يسمع «اسم السورة» برب القرآن ومنزل الرسالة.
(2)
ومركز الرسالة ومصدرها ومنزلها هو الله، لذلك جاءت أسماء بعض السور تحمل «بعض أسماء الله الحسنى وصفاته» الواردة فى القرآن، فها هى أسماء ست سور كل اسم منها هو اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته (الرحمن، غافر، فاطر، النور، المعارج «من الله ذى المعارج»، الأعلى)،
ألست ترى معى أن اسم كل سورة من تلك السور تذكرك برب الرسالة ومصدرها فالرحمن هو الله ((الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ))، والغافر هو الله ((غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ))، والنور هو الله ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))، والفاطر هو الله ((فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ))،، وذو المعارج هو الله ((مِنَ اللَّهِ ذِى الْمَعَارِجِ)) كذلك فإن العلاقة الصحيحة بين العبد وربه هى إخلاص النية والأعمال للواحد الأحد فجاء اسم السورة المعبرة عن التوحيد باسم (سورة الإخلاص).

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

أسباب نزول أم مناسبات نزول؟بقلم جمال قطب

 undefined
احد الموضوعات التى سيطرت على كتب التفسير وكانت سببا من أسباب تضخم الكتب موضوع «أسباب النزول» بل إن بعضا من أهل العلم قد خصص كتابا لهذا الشأن، وأبرز هذه الكتب الخاصة بأسباب النزول كتاب «أسباب نزول القرآن» «للواحدى»، «العجاب فى بيان الأسباب» «لابن حجر العسقلانى»

ومازلنا نذكر أنفسنا قبل القراء أنه لا ينبغى أبدا أن يكون هناك أى «كتاب بشرى يتحكم فى تفسير كتاب الله» أو تأويله، بل إن من ضوابط التعامل المستقيم مع القرآن الكريم ألا يتصور أحد أن بعض آيات القرآن قد أنزلت خصيصا لظرف معين أو موقف ما، أو قول لأحد الناس، فالقرآن «كلام الله» وهو أزلى «قديم»، أما ما تعارف عليه أهل العلم من مصطلح «أسباب النزول» وألف بعضهم فيه كتبا، فقد كان لفظ «أسباب النزول» مصطلح بشرى، اعتمدوا فى صياغته على ما نسبه الرواة لبعض الصحابة من أنهم يعرفون أسبابا لنزول بعض الآيات، وهذا المصطلح بما فيه من شبهات قد رفضه غيرهم، فجاءوا بمصطلح خير منه هو مصطلح «مناسبة النزول»، ولا تتصور أيها القارئ الفاضل أن المناسبة هى السبب، وأن المسألة تلاعب بالألفاظ كلا، فكلمة السبب تعنى ارتباط الآيات بأسبابها، ولو لم يكن السبب قد حدث ما نزلت الآيات!