(1)
ودعت الأمة ابن الخطاب (رض) وودعت معه تجربة استمرار واستقرار دامت (12) سنة هى سنوات حكم أبى بكر وعمر (رضى الله عنهما) وكان عامل الاستقرار الأول هو عدل الحاكم ونزاهته المترفعة أن تقترف يداه أدنى محاباة شكلا أو مضمونا.. وقال، ــ وهو ينشىء أول هيئة سياسية ــ إن أعهد إلى أحد فقد عهد من هو خير منى (يعنى أبا بكر)، وإن أترك الأمر للناس فقد ترك من هو خير منى (يعنى الرسول «صلى الله عليه وسلم») وهكذا وضع عمر (رضى الله عنه) الحق فى نصابه بترك الأمر للناس؛ تأسيا بما فعله الرسول (صلى الله عليه وسلم)، لذلك تقدمت الأمة لتمسكها بالأسوة النبوية وإدراكها لأهمية القاعدة النبوية (سددوا وقاربوا) فلايستطل أحد على الخلق ولا يزكى نفسه، بل يدع الأمر للعامة إن شاءوا قبلوه أو رفضوه.