الجمعة، 1 يوليو 2011

نشر سنة النبي‏,‏ وأخلاق آل البيت والدفاع عن الصحابة

إذا من الله عليك بزيارة المدينة المنورة فتذكر أنها البلدة التي اختارها الله عز وجل لنبيه صلي الله عليه وسلم‏,‏ وجعل إليها هجرته‏,‏ وأنها داره التي شرع فيها فرائض ربه عز وجل وسننه‏,‏ وأظهر بها دينه‏ تمثل في نفسك مواقع أقدامه الشريفة في مسجدها ودروبها فلا تضع قدمك إلا عن سكينة ووجل, فإذا بلغت المسجد فبلغه صلاتك, وسلامك واسكب العبرات في روضته الشريفة, وتذكر قوله: من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا بخير يتعلمه أو يعلمه, فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله.

بين ثنيات الوداع وبقيع الغرقد وجبل أحد ووادي العقيق ومسجد القبلتين ومسجد قباء الذي تعادل الصلاة فيه أجر عمرة, شهدت المدينة المنورة فعاليات أول ملتقي دولي بالمدينة المنورة لأشراف مصر والمدينة المنورة تحت عنوان نقابة الأشراف بمصر ودورها في حل القضايا الإسلامية وتوحيد الكلمة وجمع الشمل وحفظ الأنساب الهاشمية والذي عقد تحت رعاية السيد محمود الشريف, نقيب الأشراف بمصر, والدكتور أنس الكتبي نسابة المدينة المنورة وكبير الأشراف الكتبية, وشارك فيه عدد كبير من رموز الأشراف بمصر والمدينة المنورة.
جاءت فعاليات الملتقي لتؤكد أن دور نقابة الأشراف لم يعد وقفا علي رعاية آل البيت وتسجيل وتدوين الأنساب في مصر, فقد بدأت النقابة مرحلة جديدة علي مستوي العالم الإسلامي, والتي فضل نقيب الأشراف وشيخ مشايخ الطرق الصوفية أن تبدأ تلك المرحلة من جوار الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم.
وبحث أشراف مصر والسعودية علي مدي يومين دور الأشراف في العالم الإسلامي والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وسبل التقريب بين المذاهب الإسلامية وحرية الفكر والعقيدة, وسبل نشر المنهج النبوي وأخلاق الرسول صلي الله عليه وسلم, ودور نقابة الإشراف وروابط وتجمعات الأشراف, في دفع الاقتصاد القومي للدول الإسلامية, وتبادل المخطوطات, وحفظ وتحقيق وتوثيق الأنساب الهاشمية.
وأكد أنس الكتبي, نسابة المدينة المنورة, ومقرر الملتقي, أن مثل هذه الملتقيات, تهدف إلي التجمع بين أبناء الأشراف في العالم الإسلامي الواحد مع اختلاف قبائلهم, وتحرص علي انتمائهم, وتؤكد وجوب صلة الرحم فيما بينهم في جميع أنحاء العالم الإسلامي, ولا تنحو نحو العنصرية والعصبية بل تدعو إلي التقارب والتسامح, وتصحيح الكثير من المفاهيم حول المنهج الدعوي القويم دون التجريح أو الطعن أو التمييز.
وقال إن نقابة الأشراف في مصر تعمل بمنهجية كاملة في تحقيق الأنساب, وان من يتعرض لذلك بما يسيء للنقابة هم أناس لهم مصالح شخصية وأغراض بعيدة عن أخلاق بيت النبوة, وان النقابة هي الكيان الرسمي الوحيد في العالم الإسلامي, مطالبا بإنشاء أكاديمية متخصصة لعلوم آل البيت في مصر ودراسة الأنساب, ومعهد لتخريج النسابين واعتمادهم علي مستوي العالم الإسلامي وإنشاء اتحاد للنسابين العرب تحت مظلة نقابة الأشراف وعقد مؤتمرات ولجان علي مستوي العالم الإسلامي لتدقيق الأنساب وجمع كلمة آل البيت ونشر منهجهم وعلومهم الوسطية والمعتدلة.
وأكد السيد محمود الشريف,نقيب الأشراف, ترحيب نقابة الأشراف بمصر بالعمل مع كافة المنتسبين للبيت النبوي تحت مظلة النقابة في مصر انطلاقا من الدور التاريخي لنقابة الأشراف في مصر بصفتها الكيان الشرعي الوحيد الممثل لآل البيت في العالم الإسلامي, ودعم دور آل البيت في مختلف دول العالم في نشر منهج أهل السنة والوسطية والاعتدال, ودعا نقيب الأشراف,أبناء الأشراف في السعودية والدول العربية إلي زيارة مصر بلد الأمن والأمان, وزيادة حجم الاستثمارات, مؤكدا ثقة أبناء الأشراف في الريادة الحالية للمجلس العسكري للعبور بمصر إلي بر الأمان. ووصف مرحلة ما بعد25 يناير بانها انطلاقة للتعاون بين الشعوب العربية والإسلامية التي تبني علي المصلحة المشتركة لخدمة القضايا القومية, وان الشعوب لن تقبل منا خلال هذه المرحلة إلا المزيد من العمل والإنتاج والترابط لدعم وحدة هذه الأمة وتطبيق قوله تعالي واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا قولا وعملا.
وأعلن نقيب الأشراف عن تشكيل لجان مشتركة في علم الأنساب ولجان للتواصل والتراحم, والعمل علي تذليل أي معوقات في سبيل دعم العمل في مجال الدعوة الإسلامية بمنهجية محمدية تعتمد علي روح الوسطية والاعتدال وليكون أبناء الأشراف هم مظلة للتوفيق ما بين جميع التيارات الفكرية في مسار يخدم الدعوة الإسلامية والرسالات السماوية التي بنيت علي الأخلاق, التي جاء المصطفي صلي الله عليه ليتمم مكارمها.
وقال ان هذا المؤتمر يعد بمثابة تجديد لصلة الرحم بين الأشراف في مصر والسعودية, وان نقابة الأشراف هي البيت الجامع لآل البيت في العالم الإسلامي عامة, وان دور مصر التاريخي تجاه العالم الإسلامي لن ينقطع أبدا, مؤكدا أن آل البيت سيظلون عبر التاريخ محافظين علي الدعوة الإسلامية بوسطية واعتدال, وان المنهج المحمدي الحقيقي هو منهج الوسطية والاعتدال والمحافظة علي السيرة العطرة لسيد المرسلين محمد صلي الله عليه وسلم, والتفاعل مع جميع ابناء المجتمع.
وأعلن موافقته علي الاقتراح الذي تقدم به أشراف المدينة المنورة بتأسيس مجلس النسابة والعلماء بالمدينة المنورة والذي يجمع المتخصصين في علم الأنساب بالمدينة المنورة والدول الإسلامية ويعمل تحت مظلة نقابة الأشراف بمصر, لتدقيق وتحقيق الأنساب علي مستوي العالم الإسلامي.
كما أعلن نقيب الأشراف عن عقد مؤتمر دولي بالقاهرة للأشراف العرب تحت رعاية الأزهر الشريف ونقابة الأشراف بمصر لجمع كلمة الأشراف من كافة الدول العربية والإسلامية وبحث مستقبل الدعوة الإسلامية, وتأسيس أكاديمية لتدريس الأنساب العربية علي أن يتم خلال المؤتمر تكريم علماء آل البيت من كافة التخصصات العلمية, مؤكدا أن نقابة الأشراف تفتح أبوابها للتعاون مع الجامعات الإسلامية بالسعودية ومصر.
وأشاد الدكتور عبد الهادي القصبي, شيخ مشايخ الطرق الصوفية, وعضو المجلس الأعلي لنقابة الأشراف, في كلمته بالملتقي, بتجمع الأشراف المصريين والسعوديين, ودورهم في نشر منهج الإسلام الوسطي المعتدل, وقال إن عظمة مصر في آل البيت, وطالب بتفعيل دور آل البيت في كل مكان لنشر منهج الإصلاح وقال انه لا صلاح للأمة الإسلامية دون إصلاح منظومة الأخلاق,وعلي الجميع التواصل لنشر الأخلاق المحمدية الكريمة.
وأضاف القصبي: ان الانتساب لآل البيت لا يعني الفخر بالنسب فقط, وهناك فتن وهجمات مغرضة وسهام توجه إلي الأمة الإسلامية لتفريقها وتمزيقها إلي أشلاء ودويلات صغيرة, ونحن في أمس الحاجة لأن نستعيد قيم ومبادئ النبي صلي الله عليه وسلم حتي تنهض الأمة الإسلامية.
وأكد أن الأشراف والصوفية, جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسلامي, ولن يتم الزج بالمؤسسة الدينية الصوفية في العمل السياسي وسيبقي الأشراف والصوفية مظلة يستظل بها جميع أبناء الشعب في العالم الإسلامي دون تحيز إلي طائفة دون طائفة.
وقال القصبي إن واقع الأمة الإسلامية يؤكد انه لا إصلاح إلا بالصلاح,وأن كل محاولات الإصلاح ستبوء بالفشل ما لم نأخذ في المنظومة بشكل أساسي إصلاح الفرد وهو منهج آل البيت والصوفية, ولابد ان نبدأ من إصلاح النفس البشرية وإلا فإن كل محاولات الإصلاح ستبوء بالفشل.
رد الأوقاف والمخطوطات
أما الشيخ عفت عطية,احد مؤسسي نقابة الأشراف,والمقيم بالمدينة المنورة فقد دعا إلي رد أوقاف السادة الأشراف في مصر علي غرار ما حدث مع أوقاف الأزهر والكنيسة, مشيرا إلي أن وقف الأشراف تم تأميمه بعد قيام ثورة يوليو, وتم تحويله من وقف أهلي إلي وقف خيري وتغيير مصارفه الشرعية بما يخالف الشريعة الإسلامية وأعرب عن أمله أن يؤدي التغيير الذي تشهده مصر بعد ثورة25 يناير إلي رد أوقاف الأشراف وتصحيح أوضاعهم المادية ومكانتهم الاجتماعية التي تأثرت كثيرا بسبب الممارسات الخاطئة للنظام السابق. كما طالب برد السجلات والمخطوطات الخاصة بأنساب الأشراف مشيرا إلي أن هذه السجلات مفخرة لمصر ولا يوجد لها مثيل في العالم الإسلامي.
مبايعة لأشراف مصر
ومثلما ناصر أهل المدينة المنورة قبل أربعة عشر قرنا من الزمان الرسول صلي الله عليه وسلم فهم أيضا علي العهد مع ذريته, فقد شارك أيضا من أنصار المدينة المنورة الدكتور أحمد الحسيني, ومحمد الترجمي السلمي وعدد كبير من الأنصار ونسابة المدينة المنورة وخبراء وأساتذة التاريخ مطالبين الجميع بتضافر الجهود لحفظ الأنساب الهاشمية ودعم نقابة الأشراف في مصر ودعمها في دعوتها لتوحيد كلمة الأشراف العرب ونشر علوم أهل البيت ونشر الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والغلو في أمور الدين.
وتقديرا لمكانة مصر حاضنة آل البيت فقد أعلن أشراف المدينة المنورة ترحيبهم بالعمل الدعوي تحت مظلة نقابة الأشراف في مصر ككيان شرعي وحيد في العالم, وقال الدكتور عبد الرحمن الجويبر الحسيني, الأستاذ بجامعة طيبة بالمدينة المنورة, ان نقابة الأشراف في مصر هي الكيان الوحيد علي مستوي العالم الإسلامي الذي يحفظ انساب آل البيت.
أما الدكتور عبد الكريم إبراهيم أستاذ الحديث المساعد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة, فيؤكد أن نقابة الأشراف لها دور كبير في جمع شتات آل البيت, وحفظ أنساب العرب علي مدي التاريخ وأوقفت لهم أوقافا ومصالح كثيرة من اجل توفير الخمس وان نقابة الأشراف يجب ألا يتوقف دورها عند توثيق وحفظ الأنساب, مطالبا الأشراف في كافة الدول العربية بنشر علوم آل البيت وسنة النبي صلي الله عليه وسلم, وكتاب الله بما لهم من قبول بين الناس.
من جانبه ناشد الشريف عبد الوهاب محمد جميل الدقاق الإدريسي الحسني بتكامل آل البيت وتعاونهم في الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة, وقال ان مصر تستقبل آل البيت وتحميهم من نوائب الدهر ومشاكل السياسة التي تحاصرهم عبر التاريخ, مشيرا الي أن تأسيس نقابة الأشراف في مصر كان له اثر طيب في البت في أعمال التوثيق وتجميع آل البيت من سائر الأقطار.
أكاديمية دولية للأنساب
اتفق المشاركون في الملتقي علي التعاون في مجالات تبادل المخطوطات القديمة وحفظ الأنساب, وتنظيم زيارات متبادلة في الدول العربية والإسلامية لمزيد من التعاون تحت مظلة نقابة الأشراف في مصر وما تمثله من ثقل رئيسي وتاريخي منذ أكثر من ألف عام, وما ستقدمه من خدمات للأمة الإسلامية
كما أوصي الملتقي بإنشاء مؤسسة اقتصادية تجمع الأشراف لتنمية البلاد في المناطق التي تحتاج إلي مزيد من التنمية لهذه البلاد, وأن تكون مصر هي انطلاقة لإنشاء مشروعات اقتصادية مشتركة في مجالات تساهم مساهمة كبيرة في حل مشكلات البطالة في هذه المناطق.
كما اتفق أشراف مصر والمدينة المنورة علي تشكيل لجنة للحفاظ علي آثار آل البيت وجمعها وحفظها في متحف خاص بنقابة الأشراف في مصر, والتنسيق بين نقابة الاشراف في مصر وروابط وتجمعات الأشراف في الدول العربية والإسلامية لنشر سيرة وسنة النبي صلي الله عليه وسلم ومنهج الإسلام الوسطي المعتدل البعيد عن الغلو والتطرف, وإنشاء أكاديمية خاصة لتدريس علم الأنساب بالقاهرة, كما طالب بإنشاء مجلس للأشراف بالمدينة المنورة يتبع لنقابة الأشراف, تحت مسمي اللجنة الفرعية لنقابة الأشراف بالمدينة المنورة لجمع طلبات ووثائق تحقيق الأنساب والتصدي لكل من يحاول التدليس ضد آل البيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق