الجمعة، 2 مارس 2012

إلي حكام وشعوب العالم الإسلامي الأقصـــي يناديـكـــــــــم

بعد تراخي وتهاون المسلمون لأكثر من نصف قرن في نصرة المسجد الأقصي‏,‏ أصبحنا اليوم في سباق مع الزمن لإنقاذ ما تبقي منه‏,‏ لأن الاعتداءات عليه من اليهود لم تتوقف منذ زمن بعيد‏,حتي وصلت في الأسبوع الماضي إلي مرحلة خطيرة من خلال اقتحامه من قبل بعض المتشددين لتهويده تارة, وتدنيسه تارة أخري.
وفي النهاية محاولة هدمه التي تتم علي مرأي ومسمع من جميع المسلمين حول العالم, الذين يكتفون فقط بالبيانات التي تشجب وتدين وترفض وتستنكر.

إن مكانة المسجد الأقصي ليست في حاجة إلي بيان, فهو أولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, مسري النبي الأمين صلي الله عليه وسلم, إليه تشد الرحال, لأنه أهل لشدها, والصلاة فيه مضاعفة بخمسمائة ضعف, وقد بارك الله حوله, وأعلي ركنه, وخلد ذكره, وإنما يحتاج إلي قلوب عامرة بحب الله, قلوب تفعل ولا تتكلم, قلوب لا تراعي المصالح الخارجية مع الشعوب وإنما تراعي مصلحة الكتاب والسنة.. لذلك تحاول صفحة الفكر الديني هذا الأسبوع إيجاد حلول إسلامية قابلة للتطبيق لنصرة المسجد الأقصي الذي يصرخ وينادي علي المسلمين في كل مكان لانقاذه قبل فوات الاوان.. فمتي تستجيبون ؟!.
توضح موسوعة ويكيبيديا أن المسجد الأقصي هو ثاني مسجد وضع في الأرض, طبقا لما رواه أبو ذر الغفاري, حيث قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولا؟ قال صلي الله عليه وسلم: المسجد الحرام, قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصي, قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون, ثم أينما أدركتك الصلاة فصل, فإن الفضل فيه.( رواه البخاري), ويعتقد المسلمون انه كما تتابعت عمليات البناء والتعمير علي المسجد الحرام, تتابعت علي الأقصي, فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي عام2000 قبل الميلاد, ثم تولي المهمة أبناؤه من بعده سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب, كما جدد سيدنا سليمان بناءه حوالي العام1000 قبل الميلاد. وتصف الموسوعة المسجد الأقصي بأنه المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس المسورة والتي تعرف بالبلدة القديمة, وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ144 دونما( الدونم يساوي1000 متر مربع) ويشمل قبة الصخرة والمسجد الأقصي, وعدة معالم أخري يصل عددها إلي200 معلم. ويقع المسجد الأقصي فوق هضبة صغيرة تسمي هضبة موريا وتعتبر الصخرة هي أعلي نقطة في المسجد وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصي الشريف, وتبلغ قياسات المسجد: من الجنوب281 م ومن الشمال310 م ومن الشرق462 م ومن الغرب491 م, وتشكل هذه المساحة سدس مساحة البلدة القديمة, وهذه الحدود لم تتغير منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة بخلاف المسجد الحرام والمسجد النبوي اللذين تم توسيعهما عدة مرات.
وللمسجد الأقصي أربع مآذن هي: مئذنة باب المغاربة الواقعة في الجنوب الغربي, ومئذنة باب السلسلة الواقعة في الجهة الغربية قرب باب السلسلة, ومئذنة باب الغوانمة الواقعة في الشمال الغربي, ومئذنة باب الأسباط الواقعة في الجهة الشمالية. ومعني الاسم الأقصي أي الأبعد والمقصود المسجد الأبعد مقارنة بين مساجد الإسلام الثلاثة أي أنه بعيد عن مكة والمدينة علي الأرجح, وقد كان المسجد الأقصي يعرف ببيت المقدس قبل نزول التسمية القرآنية له, وقد ورد ذلك في أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم حيث قال في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بن حنبل في حديث الإسراء, روي عن أنس بن مالك في مسند أحمد( أتيت بالبراق وهو دابة أبيض فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهي طرفه, فركبته فسار بي حتي أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء, ثم دخلت فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن قال جبريل: أصبت الفطرة ثم عرج بنا إلي السماء الدنيا فاستفتح جبريل).
وقفة حازمة
في البداية يوضح فضيلة الشيخ محمود عاشور- وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية- أنه إذا لم تتوحد الأمة الإسلامية جميعا, وتضع مشكلة المسجد الأقصي في أولويات عملها وتقف وقفة واحدة للمطالبة بتخليص الأقصي من الأسر الذي يعيش فيه ومن العبث الذي تقوم به إسرائيل, يساند ذلك العالم الإنساني كله, شرقه وغربه فلن تحل المشكلة, لأن الأقصي ليس ملكا للمسلمين وحدهم, بل كل الأديان التقت هناك, وهو من المقدسات التي لا ينبغي المساس بها, أو العبث في بنائها, وإنما تظل مقدسة لأصحابها وذويها والمقيمين بها, وقد قلنا ونكرر أن المقدسات خط أحمر, لا ينبغي تجاوزه أو النيل منه, أو محاولة تغييره أو تبديله, وإنما يبقي مقدسا لأهله كما هو, وأقول لكل المسلمين, ان كل عدوان علي الأقصي إنما هو عدوان علي مشاعركم, وعلي عقيدتكم وعلي إيمانكم, فينبغي علي المؤسسات الدينية الإسلامية جميعا, وأيضا قادة العالم الإسلامي أن يقفوا وقفة لله, يصدون فيها الزحف المجرم نحو القضاء علي الأقصي, وترك إدارته لأهله, والسماح للمسلمين في فلسطين وفي غيرها بزيارته والصلاة فيه, هذا هو ما ينبغي أن يحدث إزاء قضية المسجد الأقصي, وإنما أن نشجب وأن نستنكر وأن نقف نبكي ونولول, فليس هذا مجديا, ولن يكون له مرود أو عائد, وإنما الوقفة الحازمة لقيادات العالم الإسلامي الذي يحس فيها الصهاينة أنهم جادون في وقفتهم, ربما يؤدي هذا إلي تراجعهم وانحسار هذه التهديدات التي يتعرض لها الأقصي في كل فترة.
الأقصي ينادي ويصرخ
أما الدكتور زكي عثمان- رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية الدعوة جامعة الأزهر- فيقول انه لابد أن يكون هناك عقل راجح وقيادة راشدة وقلب مفتوح ووجدان متقد ومشاعر صادقة, لأن المسجد الأقصي ينادي ويصرخ منذ زمن بعيد, ويتساءل الدكتور عثمان, أين العقول المستجيبة؟ وهل جمدت؟ هل أصبحت صخرا؟ وأين الوجدان والحب؟ أذهب مع الريح!!, ويري أن مشكلة الأقصي ميسورة, وسهلة الحل, ولكن إذا وجدت رجالا, وإذا خرج من بين ظهورنا أبطال, ومشكلة الأقصي ليست معقدة, لأنها موجودة بين عصابات يسهل كسرها لما فيها من جبن وخنوع وخور, إنهم اليهود, الذين يمتلكون طبائع حيوانية, طبيعة القردة والخنازير والدواب والحمير والكلاب, هكذا يكون تصويرهم.
ويضيف الدكتور عثمان أنه حينما نتحد كمسلمين, ونتخلي عن الأنانية وحب الذات, وحينما يحركنا وحي ربنا تجاه بيت المقدس, فاننا سننتصر, وسيعود الأقصي لنا في وقت قريب جدا, ويتساءل أين دور منظمة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ولجنة القدس مما يحدث؟ هل أصبحت هياكل وجدران ومكاتب وحيطان.. نعم انها الفرقة التي بثت بين المسلمين والملوك والحكام والأمراء, ان سلطان الفرقة أكل قلوبهم ودمر مشاعرهم وعواطفهم ووجدانهم, وعلي هؤلاء أن يذهبوا إلي أطباء نفسيين ليخرجوا من كبوتهم وإحباطهم ان كانوا يريدون اثبات ذواتهم, وأنه مهما كانت الطموحات والأهواء فيجب ألا تنسينا المسجد الأقصي, ولابد أن نبحث عن أسباب الخور والضعف التي أصابتنا كمسلمين, وأن نعود إلي التاريخ والمغاوير والأبطال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله, الذين كانوا يدركون مدي حبهم للمقدسات الإسلامية, أفيقوا واستفيقوا حتي لا تكونوا مثلما كانت الأندلس.
خطة إستراتيجية لاستعادته
يري الدكتور مبروك عطية- الأستاذ بجامعة الأزهر- أن مناصرة الأقصي الشريف واجبة علينا جميعا, حكاما ومحكومين, حيث إن واجب الحكام نحو الأقصي يتمثل في أن يكون لهم خطة إستراتيجية واضحة لتحريره من رجس جثم عليه دهرا طويلا, شأنه في ذلك ـ أولي ـ شأن توضع من أجله الخطط العملاقة اقتصاديا واجتماعيا, حيث إنه هدف من أجله يتسني لهم حياة مجد إن لم يسطرها التاريخ بحروف من نور, فيكفي أنها عند الله من كبار الصالحات, ومن قربي القربات, أما واجب المحكومين, فيتمثل في عمل متواصل بلا فواصل, هذا العمل الذي يسفر عن اقتصاد قوي يمول مشروعا عملاقا لاسترداد الأقصي وغيره, وأن تتحد كلمتهم, وأن يكون الأقصي في ضمائرهم أملا يسألون الله أن يتحقق وهم جادون في العمل.

ويشدد الدكتور مبروك عطية علي أنه لن يعود الأقصي في ظل فقر شديد, وخلاف مر, وتنازع بغيض, وحرب كلامية, وأناشيد شعرية, وأهواء خيالية, ودموع تذرفها أعين لا يصدقها نبض القلوب الحية, ولا والسواعد الفتية, ولا النفوس الأبية, إنما يعود علي يد أمة عرفت أن للحياة هدفا, متي تم, سألت الله الوفاء علي الصلاة, قال تعالي في سورة يوسف:( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين) والملك الذي ليس فيه الأقصي وسائر المقدسات, ملك أطفال يعبثون, وملك جماعة لا يعقلون, هدفهم أن يملأون بطونهم, ويشبعوا رغباتهم, ثم يموتوا, دون أن يسجلوا في صحائف أعمالهم عملا عظيما يبتغي به وجهه الله سبحانه وتعالي, القائل في سورة البقرة:( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعي في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم), ومعني الآية في هذا السياق أنه ينبغي للصهاينة أن يقصوا عن بيوت الله لا سيما الأقصي فضلا عن العبث بهذه البيوت الطاهرة, وهدمها, وحفر الأرض من تحتها, ومنع المسلمين من دخولها, فكيف يتم ذلك؟ مع الفقر والجوع, والحرب الفارغة, واختلاف الآراء, وتشتت الجماعة وتحزبها, بلا سعي إلي معالجة هذه الأوجاع حتي يبدو في الأفق نور يبشر بعودة الأقصي وهو إن صدقت النيات, قريب.
دور المسلمين في الخارج
وحول الدور الذي ينبغي أن تقوم به الأقليات المسلمة في الدول الأجنبية لنصرة المسجد الأقصي يري الدكتور محمد الشحات الجندي- عضو مجمع البحوث الإسلامية- أن دور المسلمين في الخارج كبير ومحوري لأن قضية القدس هي قضية إسلامية عامة بالدرجة الأولي, ولا يصح القول بأنها قضية فلسطينية أوعربية فقط, لأنها تهم كل مسلم في جميع أنحاء العالم, سواء كان فلسطينيا أو عربيا أو في داخل الأوطان الإسلامية, والأقليات المسلمة في الخارج عليهم واجب الدفاع عن المسجد الأقصي بالوسيلة المناسبة, وهي أن يقوموا بتعريف شعوب الدول التي يعيشون فيها وحكامهم بأحقية المسلمين في المسجد الأقصي من خلال زيارة بيت المقدس والصلاة فيه وشد الرحال إليه باعتباره مسري رسول الله صلي الله عليه وسلم, وأولي القبلتين, وثالث الحرمين الشريفين, وأن يوضحوا لهم بأن القرآن الكريم يحتوي علي سورة كاملة باسم الإسراء بيانا وتقديسا لمكانة القدس, وقيمتها في الضمير والعقل الإسلامي, وضمير وعقل كل إنسان حر, ويوضحوا لهم أيضا أن من أحقية المسلم أن يزور ويشد الرحال إلي هذه البقعة المقدسة من ديار المسلمين, وممارسة حقوقه فيه, علي اعتباره حقا من حقوق الإنسان المسلم في التدين والعبادة وممارسة شعائر الدين في المسجد الأقصي الذي نبه الرسول صلي الله علية وسلم إلي أهمية زيارته وإظهار عبودية المسلم فيه.
ويضيف الدكتور الشحات الجندي أن علي الأقليات المسلمة أيضا أن يوضحوا الحقائق أمام الضمير العالمي والمحافل الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمات حقوق الإنسان المختلفة, وعلي المسلمين في أنحاء العالم قاطبة أن يذكروا باستمرار أمام الرأي العام العالمي وفي الدول التي يقيمون فيها أن أرض القدس مغتصبة, وأن القدس الشريف والمسجد الأقصي يتعرض لتهويد دائم بهدف إزالته, ومحو الطابع الإسلامي له, وإضفاء الطابع اليهودي عليه, وتغيير معالم المدينة المقدسة لفرض أمر واقع علي الفلسطينيين والعالم العربي والإسلامي, بل وعلي العالم كله, وعلي الأقليات المسلمة في الخارج أن يثيروا انتهاك الإسرائيليين للاماكن المقدسة في القدس وأنهم يقومون بإقصاء المسلمين والمسيحيين عن المدينة المقدسة بغرض الانفراد بها وإنكار حقوق المسلمين في استحقاقاتهم الدينية, وحقهم في أرض القدس المسلوبة من الوطن الإسلامي عن طريق الاحتلال, وان هناك من الأدلة والبراهين ما يؤكد حق المسلمين في هذه الأرض المقدسة, وذلك ثابت بالنصوص الدينية والمقررات الدولية التي صدرت عن المنظمات العالمية منذ احتلال إسرائيل لفلسطين عام1948, وما تبع ذلك من إصدار قرارات متعاقبة تؤكد الحق الفلسطيني والإسلامي في القدس الشريف.
المنظمات الإسلامية
وعن الدور الذي ينبغي أن تقوم به المنظمات الإسلامية حول العالم لنصرة المسجد الأقصي, يوضح الدكتور محمد الشحات الجندي أن المنظمات العاملة في نطاق العالم الإسلامي مثل منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وغيرها عليها دور عظيم في نصرة المسجد الأقصي يتمثل في حشد الجهود خلف الفلسطينيين باعتبارهم يجاهدون في سبيل قضيتهم وهي استرداد القدس من قبضة العدو الصهيوني الذي يريد ابتلاع المدينة المقدسة, وأن تقوم تلك المنظمات الإسلامية بتعريف العالم بالحقوق الفلسطينية من أجل تأييدهم لاستمرار المقاومة ضد إسرائيل, واعتداء اليهود المتكرر علي المسجد الأقصي, وأن تقدم هذه المنظمات للفلسطينيين في القدس والمدن الفلسطينية الدعم المادي والمعنوي وأن تعمل هذه المنظمات علي متابعة قضية القدس وتبني موقف موحد يعبر عن صوت الشعوب العربية والإسلامية تجاه ما يحدث من اعتداءات علي الحق الإسلامي, وان تنبه هذه المنظمات باستمرار شعوب العالم بكل تغيير تقوم به إسرائيل في أوضاع المدينة من حيث تهجير الفلسطينيين لتفريغ المدينة من سكانها المسلمين وغيرهم والمحاولات المتكررة لإسرائيل في الحفر تحت المسجد الأقصي بحجة وجود الهيكل, وفي الحقيقة هم يريدون بذلك هدم المسجد الأقصي, لذلك يجب علي تلك المنظمات أن تتحرك وبسرعة قبل فوات الأوان.
نظام عسكري مشترك
ويري الدكتور محمد الدسوقي- أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة- أن القاعدة تقول إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة, واليهود تاريخهم معروف منذ أقدم العصور وهم يستهينون الآن بالعالم الإسلامي وكأنهم لا يرون لهذا العالم قوة تجبرهم علي احترام قدسية المسجد الأقصي ومدينة القدس بأكملها, ولذلك فهم يحاولون الآن إثارة العداء للدول الإسلامية, ومن هنا فإن مشكلة الأقصي هي مشكلة العالم الإسلامي كله, وما لم يتعاون هذا العالم تعاونا عمليا جادا يتمثل في ان يكون هناك ما يمكن أن يسمي النظام العسكري المشترك من أجل أن يخوض مع اليهود حربا إذا اقتضت الضرورة ذلك, فإن اليهود لن يمتنعوا عن هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم طالما يدركون أن العالم الإسلامي لا يمتلك القوة التي تهددهم وتحاربهم, لذلك لابد للعالم الإسلامي أن يلتقي رؤسائه جميعا تحت ظلال المؤتمر الإسلامي لاتخاذ موقف موحد بالنسبة للجهاد المسلح ضد إسرائيل إذا لزم الأمر, وبذلك يمكن أن يقف اليهود موقفا سلبيا إزاء إصرار العالم الإسلامي علي المواجهة المسلحة إذا سمحت إسرائيل للحاقدين من اليهود والمتعصبين باقتحام المسجد الاقصي وهدمه.
ويضيف الدكتور الدسوقي أنه يمكن للأمة الإسلامية من خلال تضامنها معا أن تجبر العالم كله وبخاصة أمريكا التي تعلن أنها تحمي إسرائيل, ولذلك قيل يوما إن إسرائيل هي أمريكا الصغري وان أمريكا هي إسرائيل الكبري, لأن الموقف الإسلامي المتضامن يخيف العالم من نشوب حرب كونية لا يعلم إلا الله ماذا تتمخض عنه هذه الحرب من تدمير وتخريب, ويروي أن اينشتاين حينما سئل ما هي الأسلحة التي يمكن أن تستخدم في الحرب العالمية الثالثة, فقال لا أدري, ولكن الذي أدريه أن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالحجارة والعصي, إذا لابد للعالم الإسلامي إن كان يريد الحفاظ علي عقيدته وكرامته وعزته أن يقف موقفا حازما, كما وقف الأفغان الآن ضد الذين حرقوا المصحف الشريف في قاعدة أمريكية بأفغانستان, فقد ثار الشعب الأفغاني كله مما حمل بعض المسئولين الأمريكيين وحتي الرئيس أوباما نفسه علي الاعتذارعن هذه الجريمة النكراء, وبغير ذلك لا أمل إطلاقا في إنقاذ المسجد الأقصي, فقضية المسجد بل فلسطين كلها قضية إسلامية عامة, وليست خاصة بأهل فلسطين وحدهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق