السبت، 1 سبتمبر 2012

المفتي‏:‏ رمي المسلم بالكفر حرام والمناداة بالجهاد‏..‏ إرهاب


 حذر الدكتور علي جمعة‏,‏ مفتي الجمهورية‏,‏ من رواج دعاوي تكفير المسلمين والسير خلف هذه الأفكار التكفيرية الضالة التي يطعن بها من سماهم بخوارج العصر في عقائد المسلمين‏,‏

 وأهاب بكل مسلم غيور علي دينه أن يحذر ويحذر من تكفير إخوانه المسلمين, فتكفير المسلم كقتله, وعلي أهل العلم أن يبينوا لهؤلاء الأغرار فساد معتقداتهم حتي يرجعوا إلي الحق الذي يرضي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
وأشار مفتي الجمهورية إلي أن القاضي وحده هو الذي يملك حق وصف الإنسان بأنه كافر. وعبر التاريخ الإسلامي كانت هذه مهمة القاضي ويأتي لنفس الشخص المتهم فربما كان الشخص بريئا وقد تقول عليه أو أن له تأويلا صحيحا وكفي بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما يسمع.

وأوضح مفتي الجمهورية أن هؤلاء كفروا الناس دون أن يقرأوا كتبهم أو يسمعوا لهم في الأساس ويتصيدون فقط العناوين من الصحف والكتب, وهناك نوع من أنواع تقديم الإثارة علي الاستنارة يقوم بها البعض, ونقول لهم: إن الدين الإسلامي يأبي هذا وعندما نقدم الإثارة فإننا لا نبني عقلا.
وردا علي الدعوات المتصاعدة, في الفترة الأخيرة,بإراقة الدماء تحت دعوي الجهاد, اكد الدكتور علي جمعة أن المبادرة بالجهاد, دون إذن, يعد من باب الخروج علي الإمام, وأشار إلي أن هناك بعض المصطلحات, يعتبرها البعض جهادا في سبيل الله, لكنها قد تؤدي إلي قيام البعض بأفعال إرهابية, مشيرا إلي أن الجهاد فريضة محكمة, لا يملك أحد تعطيله, ولا منعه, إلا أن تنفيذه يجب أن يكون في إطار الالتزام بالضوابط الشرعية, حتي يكون جهادا مشروعا, ولا يصير إفسادا في الأرض, وأهم شروط الجهاد تتعلق بوجود الإمام وأن يكون تحت راية إسلامية واضحة.
مشيرا إلي أن الجهاد يعد أحد فروض الكفاية التي يعود أمر تنظيمها إلي ولاة الأمور والساسة, بدعوي أنهم الأقدر من غيرهم علي اتخاذ هذا القرار فهم ينظرون في مدي الضرورة التي تدعو إليه من صد عدوان, ليكون قرار الجهاد مدروسا من جميع جوانبه بلا جبن أو ضعف, وأن ولاة الأمور مثابون في هذا الشأن مهما يكن قرارهم وإن أخطأوا, فلهم أجر واحد, وإن أصابوا فلهم أجران.
وأكد أن المبادرة بالجهاد, دون إذن, بمثابة الخروج علي الإمام, استنادا إلي أنه قد يكون ضرر خروجه أكثر من نفعه. وأن الميل إلي الخيار السلمي الذي أشار الله تعالي إليه بقوله وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله إنه هو السميع العليم- أفضل للحفاظ علي أمن الدول الإسلامية, ورعاياها ومصالحها من جهة, وقدرتها علي المواجهة وتحمل خيار الحرب من جهة أخري.
وقال إن ما يفعله بعض التيارات التكفيرية في بلاد المسلمين من قتل للجنود أو السائحين, أو في بلاد غير المسلمين من عمليات انتحارية وما شابه هو حرام, وإثارة للفتن والاضطرابات والقلاقل, ونوع من البغي, الذي جاء الشرع يرفضه للمسلمين وغير المسلمين, لأن هؤلاء مواطنون ومستأمنون, وأن تسميته جهادا ما هو إلا تدليس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق