
غالبا ما نعلن عن استعدادنا للحوار ليس لأن "الآخر" جدير بالتقدير ولكن لأننا على قدر كبير من الشجاعة والكرم يسمح لنا بالتعايش الآخر وأيضا لقناعتنا الداخلية بأن الآخر إن عاجلا أم آجلا حتما سينضم إلينا وذلك لقوة قضيتنا ووضوحها. بشكل آخر فإن تسامحنا مشروط بأن يكون المتسامح معه مستعداً للإنضمام إلى مناخ عام من القيم نضع نحن حدوده. ذلك دون نشعر بأن اللا متسامح الحقيقي هو نحن
إن الأديان منابع للرحمة والعدالة، فكيف نفسر العنف والوحشية والكراهية والاضطهاد والحرب المقدسة باسم عقيدة دينية؟ كيف يمكن أن نقتل إرضاء لله؟
بدأها المؤلف بنبذة عن الإسلام وأركانه وعالمية شريعته، ثم تناول الجهاد في الاسلام، وكيف أنه يستخدم كفزاعة للمواطنين الغربيين للتخويفهم من الإسلام، بينما الصورة ليست كذلك، فحمل السلاح عند المسلمين وصفه محمد بأنه الجهاد الأصغر، بينما الجهاد الأكبر يكون في النضال الروحي للمسلم ضد شهواته. ثم تحدث عن نجاح الاسلام في الانتشار بسرعة بالغة، وصهره لكل القوميات والأديان في بوتقة واحدة على مر العصور القديمة والحديثة. ثم حصر كل مظاهر اللاتسامح التي تنسب للإسلام في الأصولية الإسلامية في العصر الحديث وأعمالها الإرهابية. فقال "لا يمكن أن نرمي باللوم على الإسلام في هذه الموجة الإرهابية ولكن على ذلك التيار من "المتعصبين الخلص" الذين يفسرون تعاليم القران بطريقة غير متسامحة"وأضاف"لقد خدعت الأصولية الإسلامية الجميع ، وأصبحت أهم حدث في القرن الواحد والعشرين، أهم من ميلاد الاتحاد الأوربي، ومن العولمة الإقتصادية، إن قوة وكثافة هذه الظاهرة قد فاجأت الأوساط السياسية، والثقافية في العالم أجمع" ثم حدد معالم خمسة للاتجاهات الأصولية عامة وهي نقاء العقيدة، القيام على الصفوة، صرامة ممارسة الشعائر، طقوس الماضي، النزعة التبشيرية.وأول هذه المعالم يرجع إلى الشعور بالكارثة والخوف من التهديد الذي يمثله تمرد الإنسان على الله ومخالفة تعاليمه .لذا يصف الأصوليون أنفسهم بأنهم الناجون" " المخلصون" المسؤولون عن حفظ تعاليم الدين كنقطة إرتكاز إجبارية، تجعل الصفة المفضلة لهم في مواجهة العصر هي "الغطرسة" والاستعلاء، فهم يتحدثون بلغة مانوية (تقوم على الصراع بين قوى الخير والشر) فمكانتهم كالنور الذي يبدد الظلام لذا فالتراث يقدم تحت الحصار المظهر الثاني هو الإحساس بالقلة والعزلة، وهذا هو نفس شعور الجماعات القديمة في كل الأديان.المظهر الثالث كان هوسهم بممارسة الشعائر فهي سمة دفاعية لدرء خطر الذوبان في الموجة المادية، المظهر الرابع هو الحنين إلى الماضي والمؤسسين الأوائل. أما الملمح الخير والأبرز فهو استبعادهم لأي حل وسط مما يؤدي إلى العنف والتضحية بالحياة الشخصية وحياة الأخرين. ثم تحدث عن تعدد الأصوليات الإسلامية فهي إذا كانت تشترك في نفس المعالم مع الأصوليات الأخرى، إلا أنها تختلف فيما بينها فلدينا الأصولية السياسية للإخوان المسلمين، وهناك الأصولية السعودية التي بدأت وهابية صارمة في ظروف من الرخاء النسبي والقوة الاقتصادية، وهناك أصولية إيران بخلفيتها الشيعية، وأصولية الجزائر المقاتلة ، وهناك الأصولية القبلية في افغانستان.وفي نهاية الفصل والجزء الأول من الكتاب كان عنوان "إشكالية المسلم الصالح والذي أكد فيه أن الأصولية الإسلامية لها نواة ايديولوجية وشحنة أخلاقية، فهي مدفوعة للدفاع عن حضارة قديمة تتهاوي قواعدها تحت ضغط تغيير كبير. وأن الأصولية لا تظهر لأن الإسلام دينا عدوانيا وعنيفا بحد ذاته، بل نتيجة أن كل مسلم صالح يجد نفسه مضطرا اليوم إلى المواجهة. فكيف يدخل بقوة في العالم الجديد، دون أن يتخلى عن ثوابته الثيوقراطية في المقام الأول.والخطوة الحرجة التي يجب عليه القيام بها هي الفصل التام بين المقدس وغير المقدس أي بين الدين والسياسة. ثم تسائل:"هل يتصور وجود مجتمع متقدم علمياً وفي الوقت نفسه يقوم على أسس ثيوقراطية؟ يجيب المعتدلون بنعم مؤكدين أنه يمكن للإسلام أن يحذو حذو المسيحية ويتبنى أشكالاً من الديمقراطية البرلمانية، غير أن المتعصبين الأصوليين يجيبون بالنفي فالعمود الفقري لشريعة القرآن لايسمح بمساومات وأنصاف حلول". وفي نهاية الجزء الأول يقول:" لكن ولحسن الحظ فإن المتطرفين ليست لهم صلة واقعية مع عامة الناس، فكثيرا من المسلمين خصوصا الشباب، يدركون أنه لا يمكن العودة إلى عصر "الخلفاء الراشدين" الذهبي، لذا وحتى نجد حلا للمعضلة يجب اللجوء الى مصدر القوة الإسلامية وهو المرونة والسماحة والتي سمحت بتعايش وانصهار كل الحضارات في بوتقة واحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق