الجمعة، 8 يونيو 2012

تأسيس الشورى وتنظيمها جمال قطب

طال حديث الشورى، ونختمه اليوم بالبحث عن المبادئ والمقومات (القواعد والشروط) التى تبنى عليها الشورى استنباطا من السياق القرآنى لصفات المصلحين:
 (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (الشورى: 38).
 تأسيس الشورى: ومن هذه الآية المحكمة (وضوح وترتيب لا يحتاج تأويلا) ندرك أن ثلاثية (الصلاة والشورى والزكاة) تشكل طبقة واحدة من الفرائض تشترك فى (قواعد وشروط) واحدة، فنعلم أن الشورى فريضة عامة دائمة متواصلة كالصلاة، متجددة داعمة منشئة للتنمية كالزكاة ونبحث عن أبرز المبادئ التى يقوم عليها تنظيم عملية الصلاة فنجدها أولا: مبدأ «الجماعة الحاشدة»، والمنفتحة دائما، دون إقصاء أو استعلاء على أحد، ثم مبدأ المؤسسية واضحة المعالم والأركان من: (وحدة الزمان ــ وحدة المكان ــ وحدة البرنامج والموضوع ــ ترتيب وتنظيم المسئولية ــ الدوام والاستمرار ــ تصحيح الاتجاه ــ المتابعة اليقظة ــ المراجعة التصحيح ــ العلانية ــ الشفافية....الخ) كل ذلك وأكثر منه تلتزم به الصلاة ولا تصح صلاة الجماعة بغير هذه المبادئ. 
أما مبادئ الزكاة فأشهرها:
 1ــ جماعية متخصصة (الأغنياء ــ الوسطاء ــ الفقراء والمحتاجون) .
 2 ــ جماعية تسعى لإحداث التنمية الشاملة وعناصرها (زيادة الانتاج ــ ضبط الاستهلاك ــ الادخار ــ التراكم ــ الاحصاء ــ محاربة الفقر والجهل والمرض).
 3ــ جماعية تسعى لتوصيل الحقوق للمستفيدين بها قبل أن يحتاجوا إليها
 4ــ الترتيب والإعداد لمنع أسباب التأزيم.
 
5ــ المؤسسية القائمة على (بيت المال وتنظيمه ــ تحديد الزمان ــ تحديد المكان ــ تحديد الحالة ــ إحصاء الموارد ــ ترتيب المصارف...الخ) والمتأمل فى الزكاة وضرورة وصولها إلى أصحابها فى أماكنهم يعرف معنى المؤسسية المنضبطة.
 
(2)
 
هكذا فالشورى وهى فريضة فى مستوى الصلاة والزكاة، يسهل التعرف على مبادئها قياسا على أخواتها من الصلاة والزكاة
 
فنحدد أبرز مبادئ الشورى:
 
< الجماعية الشاملة (مستوعبة ــ منفتحة دائمة الاستقبال ــ ساعية للتنمية الشاملة ــ حاشدة ــ متفاعلة)
 
< المؤسسية المنضبطة: (وحدة الاتجاه ــ الزمان ــ المكان ــ التخطيط ــ التنظيم ــ الرقابة ــ التخصص ــ الاختصاص ــ الإدارة والمسئولية...الخ)
 
< العلانية والشفافية: (علانية توازى علانية الآذان ــ وحلول الحول ــ ووجوب المسارعة)
 
< استراتيجية: (تنظيم المدخلات والمخرجات ــ إعداد الآليات والأدوات ــ منع التأزيم ــ سرعة إدارة الأزمات).
< غائية التنمية: (الشاملة ــ المستمرة ــ الموجهة لما يناسبها).
 
< التسديد والمقاربة (بحثا عن أعلى نسبة توافق.... وإن تراخت نسبة الإنجاز)
 
< التجديد والتدريب: (استمرارية تجديد المسئولية والآليات والأدوات).
 
(3)
 
تنظيم الشورى: فإذا بحثنا كيف ننظم الشورى على مستوى الدولة والأمة، فما أظنها تصلح إلا فى حدود المبادئ السابق الإشارة إليها ــ فلابد أن يتم تنظيم مؤسسة الشورى فى ضوء:
 
(استيعاب التنوع ــ أولوية التخصص ــ دوام الإعداد والاستعداد ــ دوام تلاقح الأفكار والبحث عما يحقق أفضل تقارب ورضا عام والأقرب إلى ذلك..أن تتكون مؤسسة الشورى بالانتخاب الحر المباشر من خلال دوائر متخصصة علميا وفنيا، أو مختصة وظيفيا ومسئولية وأمثلة الدوائر المتخصصة علميا وفنيا هى الاتحادات والنقابات المهنية، أما الدوائر المختصة وظيفيا فهى من نوع (نوادى القضاء ــ هيئة التدريس ــ الشرطة ــ الجيش ــ وكذلك الغرف الصناعية والتجارية) فإذا حدد قانون النقابات وقانون الشورى أن تقوم كل نقابة تحت إشراف مؤسسة الانتخابات والقضاء: بانتخاب ممثلى شعبها وعلومها ويشكلون بذلك لجنة من لجان الشورى (لجنة الأمن ــ لجنة الزراعة ــ لجنة الاقتصاد....الخ) لأصبح مجلس الشورى بحق مرجعا للدولة بجميع انتماءاتها...لا يستقل بالشورى حزب ولا يسيطر عليها تيار، ولا تنال عضوية الشورى إلا من خلال انتخاب نقابى متخصص. خيار من خيار) وهكذا يصبح تكوين الشورى وتفعيلها مسئولية علمية وفنية وليست حزبية وسياسية.
 
وبعد  .. فهذا هو تصورنا لتنظيم الشورى وتفعيلها على مستوى الدولة والأمة فكيف إذا كان البنيان النقابى يقوم على إعداد كوادر الشورى من خلال كل تخصصات النقابة واستهدفت كل نقابة إضافة لجنة أو شعبة الشورى على مستوى الفروع ثم على المستوى القومى.. فهل يمكن لدولة تنظيم شوراعها بغير هذا القدر من الاستيعاب وهذا القدر من التخصص وهذا القدر من التكامل
 
ونستطيع أن نختم مقررين الشورى فريضة محكمة جامعة منظمة دائمة تحوى جميع التخصصات من مختلف التوجهات، كما أن الشورى وسيلة لتحقيق تقارب الاتجاهات وليست لترجيح توجه على آخر... ألا هل أبلغ الفقيه الواعظ؟ اللهم فاشهد.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
    1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
    2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
    3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
    4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
    5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
    6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
    7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
    8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
    9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
    10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
    11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
    12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
    13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
    14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
    15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
    16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
    17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .

    ردحذف