الأربعاء، 4 يوليو 2012

الأصول الأربعة «١-٤» بقلم جمال البنا


أود أن أقدم للرئيس العزيز الدكتور محمد مرسى أحر التهانى للخطوات الموفقة التى اتخذها أخيراً، والتى برهنت أن الإخلاص والبساطة هما أسرع طريق لاكتساب قلوب الشعب، وكان أداؤه القسم أمام الميدان، اعترافاً بالشرعية الثورية، وأنها أسمى الشرعيات، وأنه أعاد بهذا العمل الروح إلى الجمهورية الثانية التى كادت تقضى عليها الانحرافات والأخطاء حتى فقدت روحها الثورية.
وأردت بهذه التهنئة أن تأخذ شكلاً إسلاميًا، ولذلك سأقولها فى شكل حديث عن أصول أربعة، آمل أن تكون من أولى ما يقوم عليها حكمه الجديد.
هذه الأصول الأربعة هى: «حرية الفكر، والنهضة بالمرأة، وعدم التدخل فى الفنون والآداب بما يذهب بها، وأخيراً سراب الخلافة وأستاذية العالم».
وحرية الفكر هى أول هذه الأصول لأنها للمجتمع كالهواء للإنسان، وكما أن الإنسان يختنق إذا حيل بينه وبين الهواء، فكذلك المجتمع يُشل إذا فقد حرية الفكر لأنها تعنى حرية الضمير، وحرية النظر والتمييز بين الحلول للوصول إلى أكثرها سلامة.
وحرية الفكر وثيقة العلاقة بالأديان، لأن الأديان تقوم على الإيمان، والإيمان يتطلب الحرية ولا قيمة لإيمان يتأتى بالضغط أو التعذيب، والإيمان بالأديان يتطلب تفكيراً حرًا، ومقارنة بين البدائل، ومعنى هذا أنه لا يتصور دين دون إيمان، وإيمان دون حرية الفكر.


والآيات التى تأمر بالحرية وتوجب التزامها عديدة منها:


■ «لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَىِّ» «البقرة:٢٥٦».


■ «وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ» «الكهف:٢٩».


■ «وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِى أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» «العنكبوت:٤٦».


■ «مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً» «الإسراء:١٥».


■ «إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ» «الزمر:٤١».


■ «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِى الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ» «يونس: ٩٩ــ١٠٠».


■ «مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ» «النحل:١٠٦».


■ «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الضَّالُّونَ» «آل عمران:٩٠».


■ «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً» «النساء:١٣٧».


وتحدث القرآن عن الذين ارتدوا فلم يرتب عليهم عقوبة دنيوية.


■ «وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» «البقرة:٢١٧».


■ «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً» «النساء:١٣٧».


ويتبع حرية الفكر حرية التعبير لأن الإيمان بالحرية وحده لا يكفى، ولابد له من آليات تحميه من العدوان، مثل إقامة الأحزاب وتأسيس النقابات أو إقامة الكنائس، وكذلك الصحافة وحريتها فهذه كلها وسائل تدعم حرية التفكير. والحرية هى الضمان الأعظم لنجاح المجتمع، وقد كان الاتحاد السوفيتى أقوى دولة فى العالم فى أعقاب الحرب العالمية الأولى ومع هذا فإنه لم يستمر سوى سبعين عامًا، ثم تداعت فى السقوط من الداخل لافتقادها الحرية، ودون أن تطلق عليها رصاصة من الخارج.


فإذا قيل ماذا يكون موقفنا إزاء سيل الإهانات والأكاذيب والأباطيل تنسب إلى الإسلام وإلى نبى الإسلام، قلنا إننا نرد عليها، فإذا ظهر كاتب يقول «لماذا أنا ملحد»؟، فليظهر عشرة كل واحد يصدر كتاب يقول «لماذا أنا مسلم»؟، ثم يظهر آخرون يقولون «لماذا هو ملحد»؟، ينتقدون الإلحاد ويوضحون فساد ما ذهب إليه، بهذه الطريقة تموت الدعوة ويموت صاحبها، فى حين أننا لو كنا صادرنا كتابه وألقينا القبض عليه ليحكم عليه بأن يطلق من امرأته وأن يقتل، ولا يدفن فى مدافن المسلمين، لو فعلنا هذا لجعلنا منه بطلاً من أبطال حرية الفكر ولأبقينا على دعوته فى الإلحاد دون أن تجد من يرد عليها.


والأصل الثانى من أصول المجتمع الإسلامى المرأة، والمرأة هى العقدة العياء التى لا انفكاك لها إلا بالقبر، ونحن فى دعوة الإحياء الإسلامى نعنى عناية خاصة بهذا الموضوع، وقد أصدرنا عنه ستة كتب ولا نزال نكافح ما ظلت تلبس ثوباً أسودً، ولا يمكن مقارنة حديثنا بأى حديث آخر،


وسنضطر إلى الأخذ بالأسلوب المختصر فيما سيلى، فالمرأة أولاً إنسان وهى ثانياً أنثى:


أولاً: صفة المرأة كإنسان:


وصفة المرأة كإنسان تعطيها الحقوق التالية :


الحرية الشخصية: وحرية الممارسات العادية واليومية من أكل وشرب أو لبس أو دخول أو خروج، وقد آن للمسلمين أن يعلموا أن قضية الزى تدخل فى هذا، وهى بحكم هذا حق من الحقوق الأساسية للمرأة.


حق التعليم: فلا يجوز أن تحرم المرأة أصلا منه، وإن كان يجوز أن توضع محفزات أو مثبطات داخل إطار الارتفاق بحيث تشجع أو تثبط دراسة مهن وفروع معينة من المعرفة.


حق العمل: بحيث يكون المعيار هو الكفاية؛ فاذا وجدت فى المرأة درجة كفاية أكثر مما لدى الرجل تكون المرأة هى الأحق، ولا يتنافى مع هذه المساواة أن تمنح المرأة إجازات أكثر عند الحمل أو الولادة أو العناية الصحية، لأن هذه مما يتطلبه مبدأ الارتفاق على أن لها جانباً إنسانيًا، وأخيًرا فإنها لا تعود إلى المرأة وحدها، بل إن الرجل شريك فيها فهو يضع البذرة بينما تحملها، وتضعها المرأة.


المشاركة فى الحقوق السياسية: فشأن المرأة هنا شأن الرجل لأنها مواطنة، وليس فى كونها أنثى ما يمس هذا الجانب الذى يجب أن يبدأ من حق التصويت حتى يصل إلى الترشح لرئاسة الجمهورية.


المشاركة فى الخدمة العسكرية: فما دامت المرأة مواطناً فيفترض أن تشترك فى هذا الحق/الواجب، وإن وصل الارتفاق على الأصل إلى غايته بحيث يكون التركيز على التمريض والخدمات المساعدة، وإن لم يخل من التدريب الخفيف، كما يلحظ أن تكون المدة مناسبة «ستة شهور مثلاً» وأن يلحظ فيها، ظروف المرأة.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
    1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
    2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
    3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
    4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
    5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
    6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
    7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
    8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
    9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
    10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
    11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
    12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
    13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
    14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
    15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
    16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
    17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .

    ردحذف