السبت، 21 يوليو 2012

الخلافة بقلم جمال قطب



كل مسلم عاقل يقر أن قيم الدين ومقاصده هى إطار عام لحياة الأمة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، كما أن أحكام الشريعة هى السقف الأعلى للتقنين الحاكم للعلاقات والتصرفات بين سائر المواطنين، لكن ذلك لا يعنى بالضرورة أن يكون اسم نظام الحكم خلافة، ولا يعنى أن منصب الحاكم «خليفة أو ملك أو رئيس» منصبا دينيا، فليس فى مطلق الدين والتدين عند المسلمين منصب دينى تجب له الطاعة غير النبوة والرسالة، وجميع مناصب الأمة والدولة لا قداسة لها، ولا تستحق توقيرا إلا بالقدر الذى يمنحه الناس لها تقديرا لقيامهم بمصالح الشعب. 


كما أنه ليس فى نطاق الشريعة وفقهها ما يجعل لكائن من كان حق الانفراد باتخاذ قرار فى أى شأن كان سواءا انفراد شخص أو مذهب أو فريق أو تيار، فشؤن الأمة أكبر من الرؤية أحادية الجانب، فنصوص الوحى الإلهى والبيان النبوى ثم فقه الفقهاء لا يعرف تقديسا لمنصب ولا عصمة لرأى، ولا حصانة لسلطان.

(2)

ومنصب الخليفة بما له من بريق تاريخى لكونه المصطلح الأسبق استعمالا لأول حاكم اختارته الأمة بعد رسول الله (ص) وهو أبو بكر الصديق وقد ناداه أحد الناس بقوله: (يا خليفة الله) فقال الصديق: (لست خليفة الله وإنما خليفة رسول الله) وبقى أبوبكر قرابة العامين يحمل لقب الخليفة.. فلما بايع الناس عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، رأى عمر وجميع الصحابة أن لقب الخليفة لا يصلح ولا يليق له، حيث إنه لم يخلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بل جاء خلفا لأبى بكر، فعمر خليفة خليفة رسول الله ومن يجئ من بعده سيكون خليفة خليفة خليفة رسول الله. وفى ذلك مشقة من ناحية، وعدم ضرورة من ناحية ثانية، فضلا على أن المكلف بالحكم يجئ باختيار الأمة وليس باستخلاف من قبله فطلب عمر بن الخطاب من فقهاء الصحابة وأهل الشورى أن يدلوا بدلوهم فى هذا الشأن فترجح لدى الجميع لقب (أمير المؤمنين)، وذلك اللقب الذى شكل فتحا فى فقه الاصطلاح السياسى لما حمله من دلالات لا تخفى.

(3)

فمصطلح الأمير: مصطلح دائر على جميع مستويات الاجتماع حتى أن رسول الله (ص) يعلم الناس، قائلا: «إذا كنتم ثلاثة فآمروا أحدكم» أى أنه من الأفضل لأى جماعة أن تختار أميرا من بينها توحيدا للكلمة وتنظيما للعمران، وهكذا فالأمير تصنعه الأمة وتقدمه باختيارها. كما أن أمير أى جماعة أو دولة، يمارس قدرا من الضرورة المتمثلة فى تنازل الناس عن بعض حقوقهم تنازلا مشروطا وموقوتا مشروطا بأن تكون إدارة الأمير لشئون المجتمع إدارة كفاية وشفافية، والكفاية هى استطاعة تحقيق مصالح المجتمع فى ضوء مقاصد الشريعة، أما الشفافية فنقصد بها وضوح موازين ومعايير العمل والإنجاز، وأما أن يكون تنازل الناس تنازلا موقوتا فهو عين الشرع لأن أحد أبرز أركان العقود ــ أى عقود ــ هو تحديد مدة التعاقد تحديدا قاطعا، فأبدية عقود المعاملات مرفوضة شرعا، وليس من عقد يتم على التأييد إلا عقد الزواج وقد اشترط الشرع لاستمراره المودة والرحمة والعدل والرضا

(4)

وحينما منح الصحابة (ر ض) عمر بن الخطاب لقب أمير المؤمنين فأنهم قد حملوا المصطلح بمفهومه الشرعى «فهو أمير جاء من بين المؤمنين أى جاء باختيارهم، ثم هؤلاء الذين اقدموا على ترشيح الأمير ثم انتخابه هم «جماعة المؤمنين» بما يحمله لفظ المؤمنين من قدرتهم، وعلمهم، وألتزامهم الشريعة، وعدم حرصهم على مصالح منافع خاصة..

فالأمير ليس صفوة بين عوام ــ ولكنه وأهل الحكم نخبة منتقاة من أمة يقظة تعرف مالها وما عليها وتدرك أن مهمتها الأولى فى الدنيا هى الحرص على كرامة الإنسان وإعمار الأرض لكفاية أهلها ــ والأهم من ذلك أن لقب الأمير كان متداولا فى الحكم قبل الإسلام ومعنى ذلك أن الشريعة لم تجئ فى هذا الأمر بلقب جديد.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية طيبة وبعد ,,,,

    يسعدنا بداية أن نهديكم أصالة عن أنفسنا، ونيابة عن جامعة المدينة العالمية [MEDIU] أرق التحية وأطيب الأمنيات لكم بدوام التقدم والإزدهار، مقرونة بصادق الدعوات لكم بالمزيد من التوفيق والتطور والنماء.

    جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا:

    "جامعة المدينة العالمية [MEDIU] ماليزيا" هي إحدى الجامعات الرائدة في دولة ماليزيا، والتي امتازت بالتفوق والتميز في مجالات التقنية والتعليم العالي، و "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" هي جامعة متعددة الثقافات والمجالات الدراسية ويقع مقرها الإداري الرئيسى في مدينة شاه علم بماليزيا ، وإليكم تاريخ موجز:
    1. تأسست "جامعة المدينة العالمية [MEDIU]" مطلع عام 2004م بالمدينة المنورة.
    2. في تاريخ 19/يوليو/ 2006م حصلت الجامعة على دعوة من وزارة التعليم العالي الماليزية لإنشاء مركز الجامعة بدولة ماليزيا .
    3. بتاريخ 20/يوليو/2007م، حصلت الجامعة على الترخيص الكامل من وزارة التعليم العالي الماليزية لتكون أول جامعة عالمية ماليزية تنتهج منهجي التعليم - نظام التعليم المباشر في المقر الجامعي بماليزيا - نظام التعليم عن بعد (عبر التعليم الالكتروني) وتستهدف الطلاب من شتى أنحاء العالم.
    4. في مطلع شهر فبراير من العام 2008م بدأت الجامعة أعمال التشغيل الكامل وإستقبال الطلاب .
    5. إلتحق بالجامعة إلى مطلع العام 2009م زهاء [1500] طالب وطالبة من دول مختلفة، في حين زاد عدد طلبات الإلتحاق المقدمة إلى الجامعة عن [3000] طلب إلتحاق.
    6. اوائل /2009 م. طرحت الجامعة اكثر من (24)برنامجا أكاديميا معتمدا من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي ووزارة التعليم العالي الماليزية في كلياتها, واكثر من (34) دورة معتمدة في اللغتين العربية والإنجليزية بمركز اللغات .
    7. أوائل 2009 م. تنوعت مستويات البرامج الدراسية في الجامعة لتشمل إيجاد مراحل : المستوى التمهيدي للمرحلة ماقبل الجامعية , الدبلوم , درجة البكالوريوس ، الدراسات العليا , دورات التأهيل اللغوي .
    8. أواسط 2009 م. بلغ عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم في الجامعة اكثر من (4701) طالب وطالبة من اكثر من ( 40 ) جنسية حول العالم .
    9. الربع الثالث لسنة 2009 م. اجتازت جامعة المدينة العالمية [MEDIU] بنجاح التفتيش المؤسسي الذي عقدته وزارة التعليم العالي الماليزية للتأكد من الجودة الأكاديمية والإدارية للجامعة .
    10. نهاية عام 2009 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الوارده الى الجامعه عن ( 6508 ) طلب من اكثر من (60) دولة حول العالم , فيما زاد عدد الطلبة المسجلين في الجامعة عن ( 2482 ) .
    11. نهاية عام 2009 م. انتهت الجامعة من تقديم (10) برامج دراسية جديدة لإعتمادها من قبل هيئة الإعتماد الماليزي في مراحل الدراسات العليا .
    12. نهاية عام 2009 م. بدأت جامعة المدينة العالمية الاجراءات التأسيسية للبدء بالتعليم الجامعي المباشر في تخصصات علمية وتطبيقية جديدة شملت علوم الحاسب الآلي , والعلوم المالية والإدارية , والهندسة والتي تعتزم أن يتم البدء بها منتصف العام 2010 م .
    13. أوائل عام 2010 م. زاد عدد الطلبة المنتسبين في الجامعة الى (3057 ) طالب من مختلف دول العالم , من بداية موسم 2010 .
    14. نهاية عام 2010 م. بلغ عدد طلبات الإلتحاق الواردة الى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (511) بلغ عدد المسجلين أكثر من (154) طالباً .
    15. أوائل عام 2011 م. زاد عدد طلبات الإلتحاق الواردة إلى الجامعة لنظام التعليم المباشر قرابة (2312) وبلغ عدد المسجلين أكثر من (362) .
    16. أوائل عام2011 م. إدراج برامج جامعة المدينة العالمية الحاصلة على الإعتماد الأكاديمي الكامل لأربعة برامج دراسات عليا في كلية العلوم الاسلامية ضمن قائمة المؤهلات المعترف بها من قبل هيئة الخدمة المدنية بماليزيا .
    17. نهاية عام 2011 م. تم تخريج الدفعه الأولى من طلبة جامعة المدينة العالمية في مرحلة برامج الماجستير والبكالوريوس وعددهم (84) طالبا وطالبة لدرجة البكالوريوس, و(27) طالبا وطلبة لدرجة الماجستير .

    ردحذف